كانت الحكومة البريطانية في الكويت والعراق تريد اضعاف قبيلة الظفير وتحجيم دور الشيخ حمود بن نايف ابن سويط والشواهد على ذلك كثيرة جداً ، ولكن في نفس الوقت لم تكن تريد اظهار العداء والصدام المباشر مع القبيلة لكي لا توالي ابن سعود ،
ومن هذه الاساليب الماكرة انها كانت تطلب سراً من الشيخ سالم المبارك الصباح عدم السماح للظفير بالاكتيال من اسواق الكويت لكي يضطر الشيخ حمود ابن سويط ان ينصاع للحكومة البريطانية في العراق ..
فقد ذكر حسين خزعل في كتابه : أن سيف ابن ضويحي من الظفير قدم الى الكويت ولم يستطيع اخذ الا ٦ اكياس رز ، وايضاً حليس ابن عفيصان وجماعته قدموا الى الكويت وتم منعهم من الاكتيال ولكنهم نهبوا ليلاً حمل مائتين بعير من اسواق الكويت وذهبوا ، وكذلك خلوي بن فنغش وسعد بن خلوي قدما الى الكويت ومعهما كتاب من حمود ابن سويط يطلب السماح بالاكتيال من الكويت ، وبعد مشاورات عديدة بين المعتمد البريطاني والامير سالم الصباح تم السماح لقافلة الظفير بتحميل مائة ناقة فقط !
فتنبّه الشيخ حمود ابن سويط الى هذه الحيلة فتعامل معاهم بدهائه المعروف ..
عندما علمت قبيلة الظفير بهذه المكيدة .. قطعوا اسلاك البرقيات الموصلة بين الكويت والبصرة
ثم قدم بسرعة الشيخ حمود هو بنفسه الى الكويت في تاريخ ٣١-١-١٩١٨م ، وقال للامير سالم أنه قد اخذ الموافقة من الانجليز بالاكتيال من اسواق الكويت ، ولم يكن الامير سالم يستطيع ارسال برقية الى المعتمد السياسي في البصرة بسبب قطع الاسلاك ..
فسمح لهم الامير بتحميل مايزيد عن مائتين بعير ثم ذهبوا الى ديارهم في طوال الظفير
وبعد ثلاثة ايام علم الامير سالم الصباح ان هذه كانت حيلة من الشيخ حمود ابن سويط ، فكان في موقف لايُحسد عليه
وارسل الى الحكومة في العراق رسالة معتذراً ومتعجباً من حمود بن سويط فقال في رسالته :
" وقال حمود انهم مرخوصين من أمر سعادتكم مع الكيل الذي تعوضوه ، يزعم فصدقناه فالحال ، ولما وصل الينا أمركم هذا غاية تعجّبنا من تجاسر حمود في هالافتراء على سعادتكم "
-
رحم الله هذا الشيخ العظيم الذي كان يفعل المستحيل من أجل قبيلته .
المصدر : كتاب تاريخ الكويت السياسي لـ حسين خزعل وتفاصيل هذه القصة متفرقة في صفحات الجزء الرابع من الكتاب .
-