يقول الراوي :
أن عجيل بن سويط من آل سویط شيوخ قبیلة الظفير المعروفين وكان له صديق يدعى مهيد بن بريك الأسعدي من عتيبة وقد كان السويط بالصيف في بعض السنين ينزلون في الأسياح ، ومن هنا جاءت المعرفة بينهم المهم أن مهيد كان رجلاً كريماً شهماً شجاعاً , وقد لحقه دَيْن عظيم بسبب كرمه وضاقت به الأحوال ولأن الصديق وقت الضيق , فلم يتذكر سوى صديقه عجيل بن سويط وبالفعل ركب ذلولة وقصده ولما وصل قام بن سويط بواجبه حق قيام لأنه صديقه ويعرفه وهو رجل كريم وله مواقف طيبه في حياته , لذلك فإن ابن سويط قام بواجبه على أكمل وجه ولكن ابن سويط لا يعرف لماذا هو هنا أو لعله يظنه على وضعه السابق وليس بحاجة لشيء
ففكر مهيد وكان عند ابن سويط بنفس المجلس شخص يدعى محمد الصليتي الشمري , ومحمد لا يعرف مهيد ولا مهيد يعرفه ولكن مهيد توسم فيه الرجولة والشهامة من كلامه ولأن مهيد غريب وليس من القبيلة فهو بحاجة إلى من يساعده ولو بالكلام أما الأمير ابن سويط لذا فكر بالقصيدة التي سنرويها واستشهد بمحمد الصليتي على أنه يعرف عنه حتى ولو أنه لا يعرفه ولكنه توسم به سمات الرجوله كما قلنا فقال مهيد بن بريك الأسعدي مخاطباً الأمير
عجيل الندى وابن النـدى ماكر النـدى= راعـي النـدى من يـوم بان عجيـل
عجيل الذي ما جابـن البيـض مثلـه= ولا ظنتــي مثلـه يكــون مثيــل
عجيـل سيفـه تقـل بـراق مـزنـه= كـم شـال من جهمـات مـن يعيـل
عجيـل تلم الخيـل من خـوف فعلـه= كـم يجمـع المـاء الـوادي المسيـل
عجيل أنا اشكي لك من الدين ضامنـي= وجزاتـن عـن غـرس ذراه ظليـل
جـزان عـن تسعيـن غيـدا وديـه= كنـه تسـاقـا فـوق شـط النيــل
نهلي بمـن جاهـن ومـن جاورهـن= ونهلـي بالعانـي وفـي كـل عميـل
وأنا شاهـدي ولـد الصليتـي محمـد= ولا أقـول قـولـن مـا عليـه دليـل
ولما انتهى مهيد الأسعدي من قصيدته قام محمد الصليتي الشمري وقال أنه صادق . . . وأنا شاهده ودليله فهو رجل كريم وأفقره الكرم,,وهذا دليل على فطنة البدو وفزعتهم لبعضهم للرجل اللي يستاهل مثل مهيد لانه معروف بكرمه, فأمر له الشیخ عجيل ابن سويط بالعطية التي رفعت عنه الضيم وأبعدت عنه الفقر .