شيخ من شيوخ قبيلة الظفير ولد في نجد وتوفي في العراق سنة ١٨٦٥ م .
اشتهر الشيخ سلطان بفروسيته وشجاعته ونخوته وكرمه بين قبائل العرب ، فقد قال عنه المؤرخ محمد بن علي ال عبيد في كتابه النجم اللامع ( كان سلطان بن سويط متفوهاً بالشجاعة والغارات ) وقال عنه المؤرخ طلال الحريري ( كانت مشيخته قوية وشهرته طاغيه ) وكان من أكثر الناس درايةً بأنساب الخيل ، لهُ افادات كثيرة وردت في كتاب بعثة عباس باشا ، استمرت شيخته قرابة الستين عام .
وقد قال فيه الأمير عبيد الرشيد مادحاً :-
إليا لفيتوا عند عيد اليتامي
زبن العياد الوانيات ابو نايف
ردّوا على حبس الكمين السلاما
خيّال زمل المحصنات العفايف
كيف انت يا خيال شقح الجهاما
ياالليث يا مروي حدود الرهايف
حقٍّ لاهلنا والجدود القدامى
وربع ٍ لنا من بين سبع الطوايف
سويطات وان ثار الدخن والقتاما
يوم الوغى يامن بهم كل خايف
—
ومما قيل شعراً عن فروسيته :
قال عنه الشاعر دعيبيل ابن بادي :
نتلي الشجاع الصيرمي ابن فيصل
وصوّت لحس الظاعنين وصال
وقال ايضاً :
ياطيري اللي للحباري يصيدي
صاد الدريعي وابن جندل وهذّال
وقالت الشاعره الدقيس عن شجاعته :
جاهم ضنى الشايوش تاه البصيرة
وابوه من قبله يسوي التباصير
اودع عجاج الخيل مثل السعيرة
والكل منهم مجهدٍ بالمغاوير
ويقول عبدالله الحبشي القحطاني عن فروسيته :-
ابن سويط ان كان تبغين سلطان
حامي عقاب الخيل والخد ميدان
مروي حدود السيف يوم الاكوان
سلطان يوم الكون ما هو بذلّان
وقال الفارس ابن وضيحان الصقري :
اطعن لعينا سبلا
ووسيمها الباكوره
وش عاد لاجانا سلطان
واعيوجٍ منقوره
واما عن نخوته ومرؤته فقد استنجدت به امراءة في اطراف الحجاز عندما نهبوا قافلتها قطاع الطرق فصرخت واستنجدت بسلطان ابن سويط لِما له من ذكر شايع في النخوه فوصلت صرختها اليه وهو في الشمال فأقسم أن ينتقم لها وينصرها وقد تم ذلك .
وكذلك عندما استفزعت به الشمرية قائلة :
انا دخيلة سلطان
والا طلال بحايل
والا فنيطل الوجعان
حامي تالي الدبايل
فتم لها ما أرادت ، واما عن جيرته فقد رويت الكثير من القصص منها انه عندما غزا سلطان بن شعلان على قبيلة الخوالد فقتل سلطان بن منديل وقد كانوا
مجاورين للظفير ، غضب سلطان بن سويط فلحق ابن شعلان وقتله أخذاً بثأر ابن منديل ، فقال الشاعر دهش التوم :
سلطان ذبح سلطان بسلطان يازيد
خذا القضا في جارهم واستراحي
وصفت سلطان كما نايف الحيد
علي الشهيب مضريه للصياحي
خيلٍ تطاردهم وخيلٍ ملابيد
وخيلٍ من المنشأ تدور الذباحي
وعن حسن جواره وطيب دياره قال الشاعر لبيد المتينه الدهمشي :
خير المنازل ديرةٍ عند سلطان
الله يلوم جدودنا ما حكوا به
بالدبدبة ياكل حباري وغزلان
والنفد لو زانت مشاويه جوبه
وعن كرمه فقد رويت الكثير من الاخبار والاشعار منها قصته عندما حل القحط في نجد فتمثل أمير الزلفي ناصر بن حمد العبداللطيف ابياتاً فقال :-
والله لولا بلاد ضيفها مايفاخت
وسواير فرضه علينا وسنه
أني مع المرشد الى جت تجافت
وإلا بوسط خيولهم يوم رنه
دارٍ بها المرشد ولو قيل اراخت
بركانها دايم عسى البوم غنه
( والمرشد هم السويط الكرام )
فلماً علم بحالهم الشيخ سلطان بن سويط ارسل اليهم ٢٠٠ ناقه وقال لهم " الأبل وما فوقها لكم يا أهل الزلفي " .
وعن كرمه قال الشاعر عندما ذهب حسين الدويش الى سلطان بن سويط :
منتحر معطي طويلات ابواع
سلطان شيخان العرب خابرينه
—
تُوفي الشيخ والفارس سلطان بن سويط عام ١٨٦٥ م متأثراً بداء الكوليرا ودُفن في منطقة كويبدة
رثاه الكثير من الشعراء منهم الشاعر محيثل بن شرثان الحسيني قائلاً :
عسى طروشن من شمال مالفو
ولا جانا من الطروش علوم
فوهوا على الشجاع ابن فيصل
فوهوا ولا صار عليه لزوم
عليه البيض هلن كل عبره
وعليه شجعان الرجال كضوم
ورثاه الشاعر حمود بن عافص بقصيده منها :
ماني مخليها بغيّة تجارة
مار السبايا غاب عنها قمرها
يستاهله اللي ماطفت دوم ناره
ومن طلعته كل الشوارب قصرها
—
رحم الله الشيخ والفارس سلطان ابن الشايوش ابن سويط رحل وترك لنا سيرته المليئة بقصص الشهامة والمرؤة والكرم والشجاعة .
المصادر :-
— كتاب النجم اللامع للنوادر جامع
— كتاب عقود الجواهر
— كتاب قبيلة الظفير
— كتاب مقامات حائلية
— كتاب من ادابنا الشعبيه في الجزيرة العربية
— كتاب تاريخ العراق الوبائي في العهد العثماني الاخير
— كتاب شعراء قبيلة الظفير
— مجلة الرسالة المصرية .